أطلنطس القارة الغارقة _ حقيقة أم أسطورة




مقدمة:

على مر الزمان والعصور كان هنالك حضارات وأمم وقبائل ومدن تنمو وتزدهر وأخرى تندثر وتختفي مثل حضارة الفراعنة التي حكمت لفترة زمنية طويلة، ولكن مع مرور الوقت اندثرت حضارة الفراعنة وأتى شعب آخر بدلاً منها ونشأت أمم أخرى تفوقها قوة مثل اليونان، ومن الحضارات الأخرى حضارة المايا التي بقيت غير مكتشفة لفترة زمنية طويلة في المكسيك، وقد تبين أنها كانت تضاهي الفراعنة في القوة والعراقة والحضارة والتطور، ولكن هذه الحضارة مع مرور الوقت ضعفت و هزلت واندثرت وأصبحت من الماضي، لكن بقى هناك حضارة عندما نسمع اسمها أو نتحدث عنها تعتقد أنها مدينة أسطورية من نسج الخيال؛ ألا وهي مدينة أطلانتس المفقودة، فقد تحدث العديد من الفلاسفة والعلماء عن هذه المدينة فمنهم من قال أنها من نسج الخيال ومنهم من آمن بوجودها وسعى لاكتشافها وما زال السعي وراءها إلى يومنا هذا.

أولا: تعريف وموقع:

مدينة أطلانتس المفقودة تعتدت التعريفات والآراء حول أطلانتس المفقودة (Atlantis)،‏








وتعرف أيضا باسم أتلانتيكا (Atlantica).‏

جزيرة أطلس أو أطلانتس أو أتلانتس، أو الأتلانتيد، قارة افتراضية تميل إلى الأسطورة أو أنها ما زالت غير مكتشفة إلى الآن ولم يثبت وجودها حتى اليوم بدليل قاطع. انتشرت أسطورة أطلانتس منذ حوالي ٢٥٠٠ عام، واستخدمت للإشارة إلى مجتمع يتميز بامتلاكه مجموعة من الإنجازات المتطورة، سواء في مجال الهندسة، أو العمارة والمباني، أو القوة العسكرية، أو الموارد الطبيعية.

ومن التعريفات لأطلانتس أنها مكان يمتلك حجم قارة، ويحتوي على الكثير من النباتات،

والحيوانات، والمياه النقية، والتربة الغنية، وغيرها من المميزات الأخرى. شرح أفلاطون مكان أطلانتس بوضوح: «محيط قابل للملاحة؛ أمام الفم الذي يعرفه اليونانيون، كما يقال، «أركان هرقل» هناك جزيرة كانت أكبر من ليبيا وآسيا معاً». بعبارة أخرى تقع في المحيط الأطلسي خارج «أركان هرقل» (أي مضيق جبل طارق، عند مصب البحر الأبيض

المتوسط

اختلف العلماء على تحديد موقع مدينة اطلانتس في بداية الأمر، ولكن مع ظهور بعض المخطوطات القديمة وقراءتهم لبعض كتب الفلاسفة القدماء وخاصة الفيلسوف أفلاطون توصل العلماء إلى أن الموقع المحتمل لمدينة أطلانتس هو في المنطقة الجنوبية للسواحل الجنوبية لدولة إسبانيا قريباً من مدخل البحر المتوسط من جهة باب المندب.

وهناك بعض العلماء ممن قالوا إنه تم الكشف عن صور لجنوب إسبانيا تطابق وصف أفلاطون في كتبه، وهناك اعتقاد للدكتور راينر كويهن من جامعة أوبرتال أن أطلانتس تقع على الساحل من الجهة الجنوبية لإسبانيا، ولكنها تعرضت للدمار قبل 500 قبل الميلاد على أثر فيضان كبير، وهناك صور للمنطقة المعروفة باسم ماريزما دو هينوخس الواقعة في مدينة كاديز، وتم بناؤها على شكل مستطيلين من الطين، وهناك أجزاء من الحلقات التي كانت محيطة بها سابقاً، وهذا ما وصفه أفلاطون في كتبه وهناك بقايا لمعبد فضي، الذي كان مخصصاً لإله البحر. وهناك المعبد الذهبي المخصص ليوسيدون.
وهناك احتمالان للدكتور راينو من حجم الجزيرة، وهو أن في زمن أفلاطون كان وحدة القياس أكبر ٢٠% من الوقت الحالي، أو أن أفلاطون قلل من حجم أطلانتس، وكان أول من اكتشف هذه الصور هو فيرنز فيكبولت، وهو أحد المهتمين بشكل كبير باطلانتس، وقد قام بعمل بحوث مختلفة على البحر الأبيض المتوسط، للبحث عن أي علامة تحدث عنها أفلاطون.

وقد اختلفت الروايات في تحديد الزمن الذي كانت موجودة فيه هذه المدينة، فبعضهم يقول أنها كانت موجودة قبل عشرة آلاف سنة والأخرون يقولون قبل تسعة آلاف سنة أو خمسة آلاف سنة، ولكن جميع المخطوطات تشير إلى أنها قد عاصرت الحضارة اليونانية والفرعونية، وذلك بعض الدلائل التي تشير إلى وجود أطلانتس في المحيط الأطلسي: 1-الخرائط التي كانت للمستكشف البحار الشهير كولومبس قبل أن يكتشف أمريكا: وكان مرسوم فيها جزيرة كبيرة غير موجودة على أرض الواقع في الوقت الحالي، وهناك الكثير يعتقدون أنها أطلانتس. 3-تيار الخليج: الذي ينبع من قارة أمريكا، والمتجه إلى قارة أوروبا يتفرع إلى قسمين في منتصف المحيط الأطلسي، وكأنه يلف على الأرض، ويعتقد العلماء أن السبب يعود إلى وجود قارة أطلانتس قديماً.

لوجود عدد من المخطوطات في تلك الحضارتين والتي تشير إلى وجودها. ثانياً: ظهور أسطورة أطلنطس: الظهور الأول لقصتها فيعود إلى وصف الفيلسوف أفلاطون لها من خلال تأليفه نصاً حوارياً بعنوان تیمایوس، يصف فيه حوارا بين سقراط وفيثاغورس، ويشارك في هذا الحوار شخص صوفي اسمه كريتياس من خلال كلامه حول مدينة أطلانتس، كتبت حوالي 330 قبل الميلاد.
وقد قيل إن جده صولون قد ذهب برحلة إلى مصر، وتحدث مع الكهنة هناك عن القارة الأطلسية التي كانت قد حكمت العالم. أما سبب ظهور أطلنطس؛ فيشير الفيلسوف أفلاطون في مؤلفاته إلى أن مدينة أطلانتس المفقودة حكمها إله البحر اليوناني بوسيدون، والذي حرص على استخدام اطلانتس للتعبير عن تقديره لزوجته عن طريق بناء بيت كبير لها على إحدى التلال في وسطها.

ثالثاً
: دلائل على وجود أطلنطس:


۲-سور يصل طوله إلى ١٢٠ كيلومتراً مربعاً في أعماق المحيط الأطلسي: حيث يعتقد الكثير أنه من بقايا المدينة المفقودة.

4 - دلائل ودراسات تشير أن في قاع المحيط الأطلسي هناك قارة أطلانتس: ولكن لا يستطيع الإنسان الوصول إلى هناك، وذلك بسبب الضغط الكبير الموجود في قاع المحيط الأطلسي، وهناك بعض العلماء يعتقدون أنه يوجد شعب يعيش تحت المياه، وأن له علاقة بحوريات البحر التي تعتبر من الأساطير حتى الوقت الحالي.

د وجود سلسلة جبال في قعر المحيط الأطلسي غرب مضيق جبل طارق صورتها بعثة روسية بواسطة غواصة تدعى Academian Petrovsky عام ١٩٧٤م. فبعد دراسة نوعية سلسلة
الحبال هذه، تبين أنها كانت في القديم على سطح المحيط. ويقول الباحثون أنها كانت جزءاً من

القارة المفقودة، أطلانتس.

6- وجود نفس النباتات والحيوانات في قارتين تفصل بينهما مساحة مالية هائلة. وفي الوقت نفسه كانت هناك تلك الظواهر الحضارية المدهشة التي يجدها العلماء وسط أماكن لم تشتهر أبداً بالحضارة. ووجود أساطير مشابهة في تلك الأماكن تشير إلى أن الآلهة جاءت من حضارة

أخرى.

7- هناك العديد من المعالم المادية التي بدأت تنكشف وتظهر تباعاً إلى العلن تؤكد وجود قارة

اطلانتس أهمها:

1- خارطة محفوظة في مكتبة مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة ( Library of‏ ‏Congress) تعرف بخارطة Piri Reis التي تم العثور عليها عام ١٩٢٩ في قصر السلطان التركي المعروف الآن بـ Topkapi، حيث يظهر اسم وموقع قارة أطلانتس

على الخارطة. ۲- مخطوطة مصرية مكتوبة على ورق البردي تدعى مخطوطة Harris طولها 45 متراً تشير إلى المصير الذي لاقته قارة أطلانتس وهي محفوظة في المتحف البريطاني. 3- مخطوطة مصرية أخرى محفوظة في متحف Hermitage في مدينة بيترسبيرغ في روسيا تشير إلى إرسال الفرعون بعثة الى الغرب بحثا عن أطلانتس. ٤- جمجمة من كريستال الكوارتز تم العثور عليها عام ١٩٢٤م على رأس معبد مهدم في هندوراس تحمل تفاصيل دقيقة جدا لجمجمة إنسان عادي دون أثر لأية خدوش عليها، ينسب بعض أشهر علماء اليوم جمجمة الكريستال هذه إلى الحضارة المندثرة أطلانتس.

وكالعادة تفتقر كل هذه النظريات إلى دليل. رابعاً: وصف مدينة اطلانتس المفقودة:

حرص الفيلسوف أفلاطون على تقديم وصف حول مدينة أطلانتس:

1- أفضل مكان يعيش فيه المهندسون والمعماريون. ٢- تحتوي على مجموعة من المواني، والمعابد، والأرصفة، والقصور. 3- بنيت على تلة يحيط بها الماء على شكل مجموعة من الحلقات المرتبطة مع بعضها البعض عن طريق الأنفاق، وساهم ذلك في السماح للسفن بالإبحار فيها، إذ تشكل حلقات الماء هذه باتصالها قناة كبيرة جداً تتصل مع المحيط. 4- المدينة ذات الاكتفاء الذاتي والثروة: ويعتقد أن مدينة أطلانتس، منطقة مكتفية ذاتياً حيث يزرع الناس طعامهم ويربون الحيوانات. كان المزارعون في المدينة يزرعون المحاصيل في السهول الخصية. كما قاموا ببناء مبان جميلة وأبنية أخرى من مواد مثل الحجر الأسود والأحمر. كان لديهم أيضا إمكانية الوصول إلى المعادن النادرة وحتى السبائك مثل النحاس، وتستخدم على نطاق واسع لأغراض الترفيه والتجريب، وكان لديها الكثير من وقت الفراغ للعب مع البراكين.

يوضح أفلاطون أن سكان المدينة هم من المهندسين الذين امتلكوا تكنولوجيا متطورة ومتقدمة تفرق مناطق عالمية أخرى، أما سكان القرى من الطبقة الثرية في أطلانتس فقد سكنوا الجبال.
على الرغم من أن أطلنطس غالبا ما ينظر إليها هذه الأيام على أنها يوتوبيا مليئة بالسلم، فإن الوصف الذي قدمه أفلاطون في حجته كان مختلفاً تماماً.

يوضح أستاذ علم الآثار كين فيدر Ken Feder في كتابه «موسوعة الآثار المدمرة» ‏Encyclopedia of Dubious Archaeology، أن في قصة أفلاطون: (أطلنطس ليست مكاناً ينبغي أن يحتفى به أو يحتذى به على الإطلاق، أطلانتس ليست المجتمع المثالي ... بل

على العكس، أطلانتس تجسد أمة ثرية من الناحية المادية، ومتقدمة تقنيا، وقوية عسكرياً، أفسدتها ثروتها وتطورها وقدرتها).

كذلك فإن الدعاية في حكاية أفلاطون الأخلاقية، تبرز التنافس البطولي بين أسطورة أطلانتس

ومدينة أثينا أكثر من كونه حديث عن حضارة غارقة.

خامسا: اختفاء أطلانتس:

-يقال بأن نهايتها بسبب غضب الإله زيوس، ولكن لا تخبر هذه النهاية إذا قرر زيوس تدمير مدينة أطلانتس أم لا، فهي تكتفي بذكر وعيد زيوس بأن يلقن أطلانتس درساً عنيفاً.






-يعتقد العلماء أنها غرقت بسبب تجارب كان يقوم بها علماء تلك القارة لما اشتهروا به من علم كثيف في شتى المجالات، وانقسم العلماء في هذه القارة بين مؤيد ومعارض لإجراء هذه التجارب، وعند حساب الانفجار الذي تولد عن تلك التجربة وجد أنه يشابه انفجار القنبلة الهيدروجينية بل وأكثر، حيث أنه أطاح بتلك القارة ونزح جزء من علماء تلك القارة إلى مصر. ويعتقد أنهم سبب الحضارة الفرعونية القديمة، وكان يطلق عليهم الكهنة وأنهم دلوا الفراعنة على سر التحنيط الذي اشتهر به قدماء المصريين. ويقال في بعض الروايات أن سكان القارة المفقودة من سكان الفضاء كما وجد في مواد التحنيط على مواد لم يستدل على أنها من الأرض، كما وجد في كهوف تأسيلي بالجزائر على رسوم تشبه رجال الفضاء ومعدات فضائية مثل أزياء هم وسياراتهم.

سادساً: نظريات عن مدينة اطلانتس المفقودة:

اطلانتس هي 1- أطلانتس كانت قارة: هذه النظرية تشير إلى مدينة أطلانتس على أنها كانت قارة ظهرت في منتصف المحيط الأطلسي، وتعرضت للغرق المفاجئ، وترتبط هذه النظرية مع إدراك أن مكان موجود بالفعل، وليست أسطورة من تأليف أفلاطون، وظهرت هذه النظرية في نهايات القرن التاسع عشر للميلاد من خلال كتاب المؤلف إغناتيوس دوئيلي وعنوانه "أطلانتس - عالم قبل الطوفان"، واحتوى الكتاب على جدل حول الإنجازات التي ظهرت في العالم القديم، وربطها الكاتب مع وجود حضارة ذات بيئة متقدمة، وقدم نوتيلي وصفاً عن أطلانتس قائلاً بأنها قارة غرقت بالماء بناء على المكان الذي حدده أفلاطون في المحيط الأطلسي، والمشار له بالصخور الموجودة عند مضيق جبل طارق.

۲- اختفت أطلانتس في مثلث برمودا: هي نظرية اشتقت أفكارها من أفكار الكاتب دونيلي؛ إذ أن الكثير من المؤلفين حرصوا على التوسع في دراسة وإنشاء النظريات والتوقعات حول مكان أطلانتس، ومن أهم أولئك الكتاب تشارلز بيرليتز الذي ألف الكثير من الكتب حول الظواهر والأحداث الخارقة، ومن التوقعات التي أشار لها بيرليتز أن أطلانتس كانت موجودة بالفعل، وهي من القارات الواقعة مقابل جزر البهاما، ولكنها اختفت في . برمودا، ويشير بعض الأشخاص الذين يؤيدون هذه النظرية إلى عثورهم على آثار طرقات وجدران مقابل ساحل
بيميني، ولكن درس العلماء هذه الجدران والطرقات، وتمكنوا من الوصول إلى أنها مجموعة

من الأشكال الطبيعية.

3- أطلانتس هي أنتاركتيكا: هي النظرية التي تشير إلى أن أطلانتس ليست إلا صورة متطورة عن أنتاركتيكا في الوقت الحالي، وتنتمي هذه النظرية إلى تشارلز هابود من خلال كتابه المنشور في سنة ١٩٥٨م بعنوان "قشرة الأرض المتحولة"؛ حيث يرى هابود أن القشرة الأرضية شهدت تحولاً قبل حوالي ١٢٠٠٠ عام، ونتج عن ذلك تغير مكان أنتاركتيكا من موقعها إلى موقع بعيد جداً، كما يقول إن هذه القارة شكلت موقعاً لواحدة من الحضارات المتقدمة، وأذى التغير في موقعها إلى دفن الحضارة الأطلنطسية تحت الجليد.

4- رواية أسطورية: هي النظرية التي تخبر أن مدينة أطلانتس ليست إلا مكاناً خياليا، أما قصة فقدانها فهي مشتقة من أحد الأحداث التاريخية، والمرتبطة بالفيضان الذي أثر في البحر الأسود تقريباً في سنة 5600 ق.م، وكان البحر الأسود في ذلك الوقت عبارة عن بحيرة تشكل نصف حجمه في العصر الحالي، وانتشرت حوله الكثير من الحضارات التي واجهت الفيضانات القادمة من ماء البحر.

5-
الحضارة المينوية هي أطلانتس: هي نظرية تقول إن اطلانتس هي الحضارة المينوية التي وجدت خلال الفترة الزمنية بين 1600 إلى ٢٥٠٠ ق.م، وهي حضارة ظهرت على جزيرتي تيرا وكريت إحدى الجزر التابعة لليونان، وينتمي شعب الحضارة المينوية إلى الحاكم الأسطوري مينوس، كما يشار إلى أن هذه الحضارة هي الأولى في قارة أوروبا، وقد احتوت على العديد من الطرق والقصور الجميلة.

6-اختراع أفلاطون لأطلانتس: هي النظرية التي تربط بين أفلاطون واختراعه لمدينة

اطلانتس؛ أي أنها لم تكن موجودة فعلياً، بل ظهرت نتيجة لأفكار أفلاطون، وأن الحسابات

الأفلاطونية لوجود أطلانتس لیست سوی خیال.

سابعا: سبب الشهرة الحديثة لمدينة أطلنطس الأسطورية: نجد من بين العلماء من يؤكد وجود أطلنتس. ويشير إلى أن أفلاطون قد أخطأ التاريخ والزمن فحسب. وأنه كان يستخدم تقويماً يختلف عن التقويم الذي نستخدمه الآن. وحجتهم في هذه هو كشف حقيقة وجود مدينة (طروادة)؛ وطروادة هذه مدينة أسطورية ذكرها (هوميروس) في ملحمتيه الشهريتين الإلياذة والأوديسا حوالي عام 150 ق.م أي قبل أفلاطون بحوالي خمسة قرون، وظل الدارسون يعتقدون أن طروادة مجرد خيال من بنات أفكار هوميروس؛ حتى جاء الألماني (هنريس شوليمان) عام ١٨٧١م لينتسل طروادة من التراب في (هيساربيك) في شمال تركيا.

وبعده جاء سير (آرثر إيفانز) ليؤكد أن (قصر التيه) الذي جاء ذكره في أسطورة

(المينوتوروس) حقيقة ويثبت وجوده بالفعل عام ١٩٠٠م. ما دام (شولیمان) و(إيفانز) قد عثرا على أسطورتين، فلماذا لا يعثر ثالث على أسطورة ثالثة؟ ويثبت أن أطلانتس حقيقة واقعة؟!
ومن هذا المنطلق بدأت عشرات المحاولات لإثبات وجود أطلانتس وراح العلماء يبحثون في أماكن أخرى بخلاف المحيط الأطلسي. يمكن أن تكون المهد الحقيقي للقارة المفقودة. فأشار الفيلسوف البريطاني (فرانسيس بيكون) إلى أن أطلانتس هي نفسها قارة أمريكا، وأكد البريطاني
(فرانسیس ویلغورد) أن الجزر البريطانية هي جزء من قارة أطلانتس المفقودة، في حين أقترح البعض الآخر وجودها في السويد أو المحيط الهندي أو حتى في القطب الشمالي.

يشرح مارك آدمز Mark Adams في كتابه «قابلني في أطلانتس: عبر القارات الثلاث في البحث عن المدينة المفقودة الأسطورية» Meet Me In Atlantis: Across Three‏ ‏Continents in Search of the Legendary Lost City كيف أصبحت الأسطورة

اليونانية – التي كانت من قبل مهمشة – معروفة على نطاق واسع. كان ذلك بسبب رجل من مينيسوتا يدعى إغناتيوس دونيلي ۱۸۳۱-۱۹۰۱. كان دوئيلي من أعضاء الكونغرس ومؤرخ هاو، ادعى في كتابه «عالم أنتيليفيان» The‏ ‏Antediluevian World عام 1887م أن كل التقدم الكبير في الحضارة والتكنولوجيا يمكن وصف آدمز دوئيلي بأنه «أول أصولي أطلنطي، لأنه اعتقد أن قصة أفلاطون دقيقة وواقعية بخلاف العناصر الخارقة للطبيعة مثل بوسيدون إله البحر عند الإغريق -». كان دونيلي قد أرسل نسخة من كتابه إلى تشارلز داروين، الذي وجد أنه مثير للاهتمام ولكنه دون أن يتوقف لملاحظة أي شكوك معقولة». لاحقا، هذا كثير من الكتاب حذو دونلي، مضيفين أرائهم وإسهاماتهم. شملت هذه الكتابات مدام بلافاتسكي الغامضة (في كتابها عام ۱٨٨٨، «العقيدة السرية»). وإدغار كايس في العشرينيات. الجميع الدليل الوحيد الملموس على وجود أطلانتس.

أن يعزى إلى الجزيرة المفقودة منذ فترة طويلة والتي ذكرها أفلاطون. لكن دوئيلي تجاوز مجرد نشر قصة أفلاطون؛ وأضاف بعض «الحقائق» الخاصة به والأفكار التي أصبحت جزءا من أسطورة أطلانتس.

روج دونيلي لما يسمى الآن بـ«الانشطار»، وهي فكرة أن جميع الثقافات العظيمة يمكن أن ترجع إلى مصدر واحد.

غير مقنع – قرأه ثم قالها «بطريقة متشككة». آدمز يوضح كيف أن الكثيرين خدعوا بسبب مواد دوئيلي: «كان دونيلي كيساً من الرياح، وكان يعرف النتائج التي يريدها ويطلقها من خلال مصادره بحثاً عن الحقائق التي تناسب احتياجاته

قام إنجار كايس بوضع أصول مسيحية في قصة أطلانتس، بإعطاء قراءات نفسية لآلاف الناس وكثير منهم، كما ادعى، قد عاش في أطلانتس. حيث جاءت نبوءته لتضع قاعدة جديدة للقضية كلها؛ ففي يونيو 1940م عندما أعلن الوسيط الروحي الشهير (إدجار كايس) واحدة من أشهر نبوءاته عبر تاريخه الطويل، إذ قال إنه ومن خلال وساطة روحية قوية يتوقع أن يبرز جزء من قارة أطلانتس الغارقة بالقرب من جزر الباهاما ما بين عامي ١٩٦٨ و ١٩٦٩م. ولقد اتهم العديدون كايس بالنصب والشعودة عندما أعلن عن هذه النبوءة، وعلى الرغم من ذلك فقد انتظر العالم ظهور أطلانتس بفارغ الصبر. وكان لظهور ذلك الجزء في نفس المكان والزمان الذي حددهما كايس في نبوءته وقع الصاعقة على الجميع مؤيدين ومعارضين، إذ كان في رأي

وبعد ظهور جزيرة كايس الصغيرة والمباني أو الأطلال الأثرية فوقها قرر باحث وأديب وغواص شهير يدعى (تشارلز بيرليتز) أن يبحث عن أطلانتس في نفس الموقع وبدأ بحثه
بالفعل ليلتقط عدداً من الصور لأطلال واضحة في قاع المحي ومكعبات صخرية ضخمة ذات زوايا قائمة مقدارها تسعين درجة بالضبط مما يلغي احتمالية صنعها بواسطة الطبيعة وعوامل التعرية وحدها. ولكن لم يكن هذا وحده ما تم العثور عليه؛ في تلك المنطقة من المحيط لقد عثر الباحثون بالقرب من سواحل فنزويلا على سور طوله أكثر من مائة وعشرين كيلو متراً في أعماق المحيط. وشاهدت ماسحة محيطات فرنسية درجات سلم منحوتة في القاع بالقرب من بورتوريكو لسوء الحظ، لم يكن من الممكن التحقق من أي من المعلومات، حتى توقع كايس أن القارة سيتم اكتشافها في عام 1969م كان خطأ.

عثر علماء في علم البحار على مدينة غارقة منذ 50 ألف عام في منطقة مثلث برمودا في المحيط الأطلسي. وتمكنت بولين زالبتسكي، مهندسة علوم البحار، مع عدد من العلماء، من العثور على تجمع كبير من الأهرامات الحجرية المغمورة تحت المياه قبالة منطقة هايبر لينك بالمحيط الأطلسي.

وعن الاكتشاف الجديد قالت زاليتسكي: "العينات التي تم أخذها : بواسطة الروبوتات البحرية

بينت أن تلك الأبنية شيدت قبل ٢٠٠ ألف عام، وغرقت تلك الأهرامات تدريجياً لتغمر تماماً تحت سطح البحر منذ 50 ألف عام تقريباً". وأضافت المهندسة: "هناك العديد من الفرضيات الحالية التي تتحدث عن أصل تلك الأهرامات، فبعض المؤرخين وعلماء التاريخ يعتقدون أن هذا الاكتشاف هو قارة أطلانتس المفقودة، والبعض الآخر يقول إن تلك الأهرامات تعود لحضارات متطورة كانت موجودة في العصور

القديمة"

ثامنا: نقد لحقيقة أطلانتس:
1- على الرغم من أنه لا يزال هناك الكثير من الغموض في الجزء السفلي من محيطات العالم، فإنه من غير المعقول أن علماء المحيطات في العالم، والبحارة الفائقين، وتحقيقات أعماق البحار غاب عنها إيجاد أثر ليابسة «أكبر من ليبيا وأسيا معا». ٢- اللوحات التكتونية تثبت أن أطلانتس مستحيلة. 3- مع تزحزح القارات، اتسع قاع المحيط بمرور الوقت. - لن يكون ثمة مكان ببساطة لإغراق أطلانتس، وكما لاحظ كين فيدر Ken Feder‏ «الجيولوجيا واضحة، لم يكن هناك سطح أرضي كبير غرق في المنطقة التي يضع فيها أفلاطون أطلانتس، الآثار الحديثة والجيولوجيا تقدم حكماً لا لبس فيه: لم تكن هناك قارة أطلسية، أو حضارة عظيمة تسمى أطلانتس». ه. كان إغناتيوس دونيلي متأكداً من نظريته، متنبناً بأن البرهان القاطع على وجود المدينة الغارقة سيظهر قريباً، وأن المتاحف في جميع أنحاء العالم ستملأ يوماً ما بالقطع الأثرية. مر أكثر من 130 عاماً دون أثر للأدلة. 6- تم الاحتفاظ بأسطورة أطلانتس على قيد الحياة، يغذيها خيال الجمهور وسحر الفكرة الخفية عن اليوتوبيا. لكن «مدينة أطلانتس المفقودة» لم تفقد أبدأ. هي حيث كانت دائماً:

في كتب أفلاطون. 7- السؤال الأكبر الذي يطرح نفسه، على الدوام في هذه القضية: كيف تمكنت حضارة إنسانية عظيمة مثل أطلانتس أن تبلغ درجة متقدمة جداً من التطور والرقي؟ وكيف

يمكن لأعداد كبيرة من البشر قد قاربت على الاكتمال بوعيها أن تخطئ وتعود إلى نقطة الصفر؟



                                                                                                                           إعصار روح

                                                                        

تعليقات

  1. استمري جهود كبيرة تستحق التقدير

    ردحذف

إرسال تعليق